تبدأ بالأحرف المقطعة: حا. ميم. عين. سين. قاف.. يليها:(كذلك يوحي إليك وإلى الذين من قبلك الله العزيز الحكيم).. مقرراً وحدة مصدر الوحي في الأولين والآخرين: (إليك وإلى الذين من قبلك)..
ثم يستطرد السياق في صفة الله العزيز الحكيم:(له ما في السماوات وما في الأرض وهو العلي العظيم).. مقرراً وحدانية المالك لما في السماوات والأرض واستعلاءه وعظمته على وجه الانفراد.
ثم يستطرد استطراداً آخر في وصف حال الكون تجاه قضية الإيمان بالمالك الواحد، وتجاه الشرك الذي يشذ به بعض الناس:(تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن، والملائكة يسبحون بحمد ربهم، ويستغفرون لمن في الأرض، ألا إن الله هو الغفور الرحيم، والذين اتخذوا من دونه أولياء، الله حفيظ عليهم، وما أنت عليهم بوكيل).. فإذا الكون كله مشغول بقضية الإيمان والشرك حتى إن السماوات ليكدن يتفطرن من شذوذ بعض أهل الأرض، بينما الملائكة يستغفرون لمن في الأرض جميعاً من هذه الفعلة الشنعاء التي جاء بها بعض المنحرفين !
وبعد هذه الجولة يعود السياق إلى الحقيقة الأولى:(وكذلك أوحينا إليك، قرآناً عربياً لتنذر أم القرى ومن حولها، وتنذر يوم الجمع لا ريب فيه، فريق في الجنة وفريق في السعير)..
ثم يستطرد مع (فريق في الجنة وفريق في السعير).. فيقرر أن لو شاء الله لجعلهم أمة واحدة. ولكن مشيئته اقتضت - بما له من علم وحكمة - أن يدخل من يشاء في رحمته (والظالمون ما لهم من ولي ولا نصير).. ويقرر أن الله وحده هو الولي (وهو يحيي الموتى وهو على كل شيء قدير)..
ومن ثم يعود إلى الحقيقة الأولى، حقيقة الوحي والرسالة، فيقرر أن الحكم فيما يختلف فيه البشر من شيء هو الله الذي أنزل هذا القرآن ليرجع إليه الناس في كل اختلاف:(وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله. ذلكم الله ربي عليه توكلت، وإليه أنيب)..


الصفحة التالية
Icon