فصل فى معانى السورة كاملة


قال الشيخ المراغى رحمه الله :
سورة الشورى
حم عسق - تقدم أن قلنا إن الحروف المقطعة التي جاءت فى أوائل السور حروف تنبيه نحو ألا ويا ونحوهما، يؤتى بها لإيقاظ السامع وتنبيهه إلى ما سيلقى إليه من الأمور العظام المشتملة عليها هذه السورة، وينطق بأسمائها هكذا (حاميم. عين.
سين. قاف.) يتفطرن : أي يتشققن، يسبحون : أي ينزهون اللّه عما لا يليق به، والأولياء : الشركاء والأنداد، حفيظ : أي رقيب على أحوالهم وأعمالهم، بوكيل :
أي بموكول إليك أمورهم حتى تؤاخذهم بها ولا وكل إليك هدايتهم، وإنما عليك البلاغ فحسب.
الإنذار : التخويف : وأم القرى : مكة، ويوم الجمع يوم القيامة : سمى بذلك لاجتماع الخلائق فيه كما قال تعالى :" يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ " والفريق :
الجماعة، والسعير : النار المستعرة الموقدة.
الولي : الناصر والمعين، أنيب : أي أرجع، فاطر السموات والأرض : أي مبدعهما لا على مثال سابق، من أنفسكم : أي من جنسكم، يذرؤكم : أي يكثّركم يقال ذرأ اللّه
الخلق : بثهم وكثّرهم، مقاليد : واحدها مقلاد أو مقليد أو إقليد، وهو المفتاح، يبسط أي يوسع، يقدر : أي يقتّر ويضيق.
أقيموا الدين : أي حافظوا عليه، ولا تخلّوا بشىء من مقوّماته، والمراد بالدين دين الإسلام، وهو توحيد اللّه وطاعته، والإيمان برسله، واليوم الآخر، وسائر ما يكون به العبد مؤمنا، ولا تتفرقوا فيه : أي ولا تختلفوا فيه، فتأتوا ببعض وتتركوا بعضا، كبر : أي عظم وشق عليهم، يجتبى : أي يصطفى، ينيب : أي يرجع، والبغي : الظلم ومجاوزة الحد فى كل شىء، لقضى بينهم : أي باستئصال المبطلين حين تفرقوا.
ادع : أي إلى الائتلاف والاتفاق، واستقم : أي اثبت على الدعاء كما أوحى إليك، آمنت بما أنزل من كتاب : أي صدقت بجميع الكتب المنزلة، لا حجة : أي لا احتجاج ولا خصومة


الصفحة التالية
Icon