(أوحى لها القرار فاستقرت) أي أوحى إليها ١٦ - وقوله جل وعز (والذين يحاجون في الله من بعد ما استجيب له حجتهم داحضة) (آية ١٦) قال مجاهد أي من بعد ما اسلم الناس قال وهؤلاء قوم توهموا أن الجاهلية تعود وقال قتادة الذين حاجوا في الله من بعد ما استجيب له اليهود والنصارى قالوا نبينا قبل نبيكم وديننا قبل دينكم ونحن
خير منكم ١٧ - قوله جل وعز (الله الذي أنزل الكتاب بالحق والميزان) (آية ١٧)
قال قتادة الميزان العدل ١٨ - ثم قال جل وعز (وما يدريك لعل الساعة قريب) (آية ١٧) (لعل الساعة) أي البعث قريب أو لعل مجئ الساعة قريب ١٩ - وقوله جل وعز (يستعجل بها الذين لا يؤمنون بها والذين آمنوا مشفقون منها ويعلمون أنها الحق) (آية ١٨) أي يقولون متى تكون على وجه التكذيب بها
(والذين آمنوا مشفقون منها) أي خائفون لأنهم قد أيقنوا بكونها (ألا إن الذين يمارون في الساعة) أي يجادلون فيها ليشككوا المؤمنين (لفي ضلال بعيد) لأنهم لو أفكروا عنه لعلموا أن الذي أنشأهم وخلقهم أول مرة قادر على أن يبعثهم ٢٠ - وقوله جل وعز (من كان يريد حرث الآخرة نزد له في حرثه) (آية ٢٠) الحرث: العمل ومنه قول عبد الله بن عمر (احرث لدنياك كأنك تعيش أبدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا ومنه
سمي الرجل حارثا والمعنى من كان يريد بعمله الآخرة (نزد له في حرثه) أي نوفقه ونضاعف له الحسنات
وقوله جل وعز (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) (آية ٢٠) في معناه ثلاثة أقوال: أ - منها أن المعنى نؤته منها ما نريد كما قال سبحانه (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد) ب - ومنها أن يكون المعنى ندفع عنه من آفات الدنيا والقول الثالث أن المعنى: من كان يفعل الخير ليثنى عليه تركناه وذلك ولم يكن له في الآخرة نصيب


الصفحة التالية
Icon