وقال ابن عباس: ﴿لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى﴾ فى قرابتى من قريش.
﴿ أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً فَإِن يَشَإِ اللَّهُ يَخْتِمْ عَلَى قَلْبِكَ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾
وقوله: ﴿وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ...﴾.
ليس بمردود على ﴿يختم﴾، فيكون مجزوما، هو مستأنف فى موضع رفع، وإن لم تكن فيه واو فى الكتاب، وَمثله مما حذفت منه الواو وَهو فى موضع رفع قوله: ﴿وَيَدْعُ الإنْسَانُ بِالشَّرِّ﴾ وَقوله: ﴿سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ﴾.
﴿ وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ﴾
وَقوله: ﴿وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ...﴾.
ذَكر العباد، ثم قال: ﴿وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ﴾ كأنه خاطبهم، والعوام يقرءونها بالياء.
حدثنا الفراء قال: حدثنى قيس عن رجل قد سماه عن بُكَيْر بن الأخنس عن أبيه قال: قرأت من الليل: ﴿ويعلم ما تفعلون﴾ فلم أدر أأقول: يفعلون أم تفعلون؟ فغدوت إِلى عبدالله بن مسعود لأسأله عن ذلك، فأتاه رجل فقال: يا أبا عبدالرحمن، رجلٌ ألمّ بامرأة فى شبيبة، ثم تفرقا وَتابا، أيحل له أن يتزوجها؟
قال، فقال عبدالله رافعا صوته: ﴿وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُواْ عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ...﴾.
قال الفراء: وَكذلك قرأها علقمة بن قيس ؛ وإبراهيم ؛ وَيحيى بن وَثاب ؛ وَذكر عن أبى عبدالرحمن السلمى: أنه قرأ كذلك بالتاء.
﴿ وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَيَزِيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَالْكَافِرُونَ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ ﴾
وقوله: ﴿وَيَسْتَجِيبُ الَّذِينَ آمَنُواْ [وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ]...﴾.


الصفحة التالية
Icon