لا حجاج بعد الذي أوضحناه من البينات وتصديتم لها بالعناد. (أمرت لأعدل بينكم) أي: في التبليغ والإعلام. (ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها) [٢٠] أي: نؤتيه كما نؤتي غيره، لا أنه يجاب إلى كل ما سأله. (ولولا كلمة الفصل) [٢١] الكلمة التي سبقت في تأخير عذابهم. (ولو بسط الله الرزق لعباده لبغوا) [٢٧] هذه الكلمة مع فرط إيجازها، وقلة حروفها، متضمنة لمعاني أسفار من خطب وأشعار، في حكمة تقدير الأرزاق، وتضييق المعاش. والجاحظ كثير الإلهام بها في كتبه، وله فيها رسالة فريدة بديعة. وقد أحسن الأعرابي الإلغاز عنها فقال:
١٠٧٣- وفي البقل إن لم يدفع الله شره شياطين ينزو [بعضهن] على بعض. ومثله قال آخر: ١٠٧٤- أصابهم من مطلع الفجر الصبا والغيث حل عقود كل صلاح. وقال آخر: ١٠٧٥- أليس من بلاء وجيب قلبي وإيضاعي الهموم مع النجو ١٠٧٦- فأحزن أن يكون على صديق وأفرح أن يكون على عدو/. أي: السحاب، وهو النجو كما يفسره في الشرع إذا وقع بمكان بطر أهلها وبغوا، فأخاف من ذلك على صديق، وهو كالأصدقاء في كلام العرب.
(ويعلم) [٣٥] بالنصب، بإضمار "أن"، أي: وأن يعلم، والضمير للمجادلين. و(الذين) في موضع الرفع بالفاعل، وأن مع الفعل بمعنى المصدر، فعطف على مصدر الفعل الأول، وتقديره: إن نشأ يكن الهلاك وعلم المجادلين: أن لا محيص لهم. وقيل: إن نصبه على الصرف من [الجزم] عطفاً على قوله: (ويعف عن كثير). (وأمرهم شورى بينهم) [٣٨] يأمرهم بترك الاختلاف، [والتوفر] على الائتلاف، كقولك: أمرهم [فوضى] بينهم.
أي: لا يستأثر بعضهم على بعض، وأصل هذه الكلمة من [الشور] وهو العرض. (من طرف خفي) [٤٥] يسارقون النظر. (إلا وحياً) [٥١] قيل: إنه داود عليه السلام، ألقي في روعه ونفث في قلبه فزبر الزبور. (أو من ورائ حجاب) موسى. (أو يرسل رسولاً) [٥١] جبريل إلى محمد عليهم السلام. (روحاً من أمرنا) [٥٢]
أي: القرآن.
[تمت سورة الشورى]. أ هـ ﴿باهر البرهان صـ ١٢٨٢ ـ ١٢٨٩﴾


الصفحة التالية
Icon