راجع الآية ٥٨ من الإسراء في ج ١، "كَذلِكَ" مثل ما أوحي إلى الرسل قبلك يا سيدهم "يُوحِي إِلَيْكَ" ربك الذي رباك هذا القرآن "وَ" أوحى كتبا سماوية أيضا "إِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ" كموسى وداود وعيسى وصحفا إلى غيرهم كشيث وإبراهيم، وأوحى وحيا بالتكلم وبواسطة الرسل والإلهام لهؤلاء وغيرهم من كافة الأنبياء والرسل ربهم ومرسلهم ومتولي أمورهم "اللَّهُ" الواحد في ملكه "الْعَزِيزُ" الغالب بقهره "الْحَكِيمُ" ٣ المصيب في صنعه الذي "لَهُ ما فِي السَّماواتِ وَما فِي الْأَرْضِ" ملكا وعبيدا "وَهُوَ الْعَلِيُّ" الشأن "الْعَظِيمُ" ٤ السلطان الذي لا يشغله شأن عن شأن "تَكادُ السَّماواتُ" على عظمهنّ وقوتهنّ "يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ" من عظمته وهيبته ويكدن يتشققن أيضا من قول الكافرين إن له شريكا وإن الملائكة بناته وقول أهل الكتابين إن عزيرا وعيسى ابناه وهو منزه عن الصاحبة والولد والشريك والنظير والوزير والمعين.
هذا، والقياس أن يكون التفطر من تحت وقد بولغ فيه لكبير ما يسنده لصاحب الجلالة والعظمة فأسند إلى الفوق، فيا أيها الناس نزهوا ربّكم عن ذلك كله، وخذوا بقول أنبيائكم عنه كيف لا تفعلون ذلك "وَالْمَلائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ"