وقوله تعالى :﴿ ويستغفرون لمن في الأرض ﴾ قالت فرقة : هذا منسوخ بقوله تعالى : في آية أخرى :﴿ ويستغفرون للذين آمنوا ﴾ [ غافر : ٧ ] وهذا قول ضعيف، لأن النسخ في الإخبار لا يتصور. وقال السدي ما معناه : إن ظاهر الآية العموم ومعناها الخصوص في المؤمن، فكأنه قال :﴿ ويستغفرون لمن في الأرض ﴾ من المؤمنين، إذ الكفار عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. وقالت فرقة : بل هي على عمومها، لكن استغفار الملائكة ليس بطلب غفران الله تعالى للكفرة على أن يبقوا كفرة، وإنما استغفارهم لهم بمعنى طلب الهداية التي تؤدي إلى الغفران لهم، وكأن الملائكة تقول : اللهم اهد أهل الأرض واغفر لهم. ويؤيد هذا التأويل تأكيده صفة الغفران والرحمة لنفسه بالاستفتاح، وذلك قوله :﴿ ألا إن الله هو الغفور الرحيم ﴾ أي لما كان الاستغفار لجميع من في الأرض يبعد أن يجاب، رجا عز وجل بأن استفتح الكلام تهيئة لنفس السامع فقال :﴿ ألا إن الله ﴾ هو الذي يطلب هذا منه، إذ هذه أوصافه، وهو أهل المغفرة.
وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (٦)