وقوله تعالى :﴿ وهو واقع بهم ﴾ جملة في موضع الحال. والروضات : المواضع المؤنفة النظرة، وهي مرتفعة في الأغلب من الاستعمال، وهي الممدوحة عند العرب وغيرهم، ومن ذلك قوله تعالى ﴿ كمثل جنة بربوة ﴾ [ البقرة : ٢٦٥ ] ومن ذلك تفضيلهم روضات الحزن لجودة هوائها. قال الطبري : ولا تقول العرب لموضع الأشجار رياض.
وقوله تعالى :﴿ ذلك الذي يبشر الله عباده ﴾ إشارة إلى قوله تعالى في الآية الأخرى :﴿ وبشر المؤمنين بأن لهم من الله فضلاً كبيراً ﴾ [ الأحزاب : ٤٧ ].
وقرأ جمهور الناس :" يُبشِّرهم " بضم الياء وفتح الباء وشد الشين المكسورة، وذلك على التعدية بالتضعيف. وقرأ مجاهد وحميد :" يُبْشِر " بضم الياء وسكون الباء وكسر الشين على التعدية بالهمزة. قرأ ابن مسعود وابن يعمر وابن أبي إسحاق والجحدري والأعمش وطلحة :" يَبشُر " بفتح الياء وضم الشين، ورويت عن ابن كثير. وقال الجحدري في تفسيرها ترى النضرة في الوجوه.
وقوله تعالى :﴿ قل لا أسألكم عليه إلا المودة في القربى ﴾ اختلف الناس في معناه، فقال له ابن عباس وغيره : هي آية مكية نزلت في صدر الإسلام ومعناها استكفاف شر الكفار ودفع أذاهم أي ما أسألكم على القرآن والدين والدعاء إلى الله إلا أن تودوني لقرابة هي بيني وبينكم فتكفوا عني أذاكم.


الصفحة التالية
Icon