والخشوع : الاستكانة، وقد يكون محموداً، وما يخرجه إلى حالة الذم قوله :﴿ من الذل ﴾ فيقوى على هذا تعلق :﴿ من ﴾ ب :﴿ خاشعين ﴾.
وقوله :﴿ من طرف خفي ﴾ يحتمل ثلاثة معان. قال ابن عباس : خفي ذليل.
قال القاضي أبو محمد : لما كان نظرهم ضعيفاً ولحظهم بمهانة وصفه بالخفاء، ومن هذا المعنى قول الشاعر [ جرير بن عطية ] :
فغض الطرف إنك من نمير... وقال قوم فيما حكى الطبري : لما كانوا يحشرون عمياً وكان نظرهم بعيون قلوبهم جعله طرفاً خفياً، أي لا يبدو نظرهم، وفي هذا التأويل تكلف.
وقال قتادة والسدي : المعنى يسارقون النظر لما كانوا من الهم وسوء الحال لا يستطيعون النظر بجميع العين، وإنما ينظرون من بعضها. قال :﴿ من طرف خفي ﴾ أي قليل. ف " الطرف " هنا على هذا التأويل يحتمل أن يكون مصدراً، أي يطرف طرفاً خفياً. وقول :﴿ الذين آمنوا ﴾ هو في يوم القيامة عندما عاينوا حال الكفار وسوء منقلبهم. وخسران الأهلين : يحتمل أن يراد به أهلوهم الذين كانوا في الدنيا، ويحتمل أن يراد به أهلوهم الذين كانوا يكونون لهم في الجنة أن لو دخلوها.
وقوله تعالى :﴿ ألا إن الظالمين في عذاب مقيم ﴾ يحتمل أن يكون من قول المؤمنين يومئذ حكاه الله عنهم، ويحتمل أن يكون استئنافاً من قول الله تعالى وإخباره لمحمد عليه السلام.
وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنْ أَوْلِيَاءَ يَنْصُرُونَهُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ سَبِيلٍ (٤٦)


الصفحة التالية
Icon