سابقه من حيث أنه قسم الانفراد المشترك بين الأولين ولم يؤت في الأخير لاتضاحه بأنه قسيم الهبة المشتركة بين الأقسام المتقدمة فتأمل، وقيل قدم الإناث توصية برعايتهن لضعفهن لا سيما وكانوا قريبي العهد بالوأد، وفي الحديث
" من ابتلي بشيء من هذه البنات فأحسن إليهن كن له ستراً من النار " وقيل : قدمت لأنها أكثر لتكثير النسل فهي من هذا الوجه أنسب بالخلق المراد بيانه، وقيل : لتطييب قلوب آبائهن لما في تقديمهن من التشريف لأنهن سبب لتكثير مخلوقاته تعالى، وقال الثعالبي : إنه إشارة إلى ما في تقدم ولادتهن من اليمن حتى أن أول مولود ذكر يكون مشؤماً فيقولون له بكر بكرين ؛ وعن قتادة من يمن المرأة تبكيرها بأنثى، وقيل : قدمت وأخر الذكور معرفاً للمحافظة على الفواصل، والمناسب للسياق ما علمت سابقاً، وقال مجاهد في ﴿ أَوْ يُزَوّجُهُمْ ﴾ التزويج أن تلد المرأة غلاماً ثم تلد جارية، وقال محمد بن الحنفية رضي الله تعالى عنهما : هو أن تلد توأماً غلاماً وجارية.
وزعم بعضهم أن الآية نزلت في الأنبياء عليهم الصلاة والسلام حيث وهب سبحانه لشعيب ولوط عليهم السلام أناثاً ولإبراهيم عليه السلام ذكوراً ولرسوله محمد ﷺ ذكوراً وإناثاً وجعل عيسى ويحيى عليهما السلام عقيمين اه ﴿ إِنَّهُ عَلِيمٌ قَدِيرٌ ﴾ مبالغ جل شأنه في العلم والقدرة فيفعل ما يفعل بحكمة واختيار.
﴿ وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ ﴾ أي ما صح لفرد من أفراد البشر.
﴿ أَن يُكَلّمَهُ الله إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء ﴾ ظاهره حصر التكليم في ثلاثة أقسام.


الصفحة التالية
Icon