قوله تعالى (على رجل من القريتين) أي من إحدى القريتين مكة والطائف، وقيل التقدير: على رجل من رجلين من القريتين، وقيل: كان الرجل من يسكن مكة والطائف ويتردد إليهما، فصار كأنه من أهلهما.
قوله تعالى (لبيوتهم) هو بدل بإعادة الجار: أي لبيوت من كفر.
والسقف واحد في معنى الجمع، وسقفا بالضم جمع مثل رهن ورهن.
قوله تعالى (جاءنا) على الإفراد ردا على لفظ من، وعلى التثنية ردا على القريتين الكافر وشيطانه، و (المشرقين) قيل أراد المشرق والمغرب، فغلب مثل القمرين.
قوله تعالى (ولن ينفعكم) في الفاعل وجهان: أحدهما (أنكم) وما عملت فيه: أي لا ينفعكم تأسيكم في العذاب.
والثانى أن يكون ضمير التمنى المدلول عليه بقوله: " يا ليت بينى وبينك ": أي لن ينفعكم تمنى التباعد، فعلى هذا يكون أنكم بمعنى لأنكم.
فأما إذ فمشكلة الأمر، لأنها ظرف زمان ماض، ولن ينفعكم وفاعله
واليوم المذكور ليس بماض.
وقال ابن جنى في مساءلته أبا على: راجعته فيها مرارا فآخر ما حصل منه أن الدنيا والأخرى متصلتان، وهما سواء في حكم الله تعالى وعلمه، فتكون إذ بدلا من اليوم حتى كأنها مستقبلة أو كأن اليوم ماض.
وقال غيره: الكلام محمول على المعنى، والمعنى أن ثبوت ظلمهم عندهم يكون يوم القيامة، فكأنه قال: ولن ينفعكم اليوم إذا صح ظلمكم عندكم، فهو بدل أيضا، وقال آخرون: التقدير بعد إذ ظلمتم: فحذف المضاف للعلم به، وقيل إذ بمعنى أن: أي لأن ظلمتم يقرأ " إنكم في العذاب " بكسر الهمزة على الاستئناف، هذا على أن الفاعل التمنى، ويجوز على هذا أن يكون الفاعل ظلمكم أو جحدكم، وقد دل عليه ظلمتم، ويكون الفاعل المحذوف من اللفظ هو العامل في إذ لا ضمير الفاعل.