* ثم انتقلت إلى تفنيد تلك الشبهة السقيمة، التي أثارها المشركون حول رسالة محمد عليه السلام، فقد اقترحوا أن تتنزل الرسالة على رجل من أهل الجاه والثراء، لا على يتيم فقير كمحمد ( ﷺ ) فجاءت الآيات لتقرير أن الجاه والثراء ليسا ميزانا لكرامة الإنسان، واستحقاقه المناصب الرفيعة، وأن الدنيا من الحقارة والمهانة، بحيث لو شاء الله لأغدقها على الكافرين، ومنعها عباده المؤمنين [ وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم ؟ أهم يقسمون رحمة ربك.. ] الآيات.
* وذكرت السورة قصة (موسى وفرعون لتأكيد تلك الحقيقة السابقة، فها هو فرعون الجبار، يعتز ويفخر على موسى بملكه وسلطانه، كما يعتز الجاهلون من رؤساء قريش على النبي ( ﷺ ) ثم تكون نتيجته الغرق والدمار
[ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا إلى فرعون وملئه فقال إني رسول رب العالمين. فلما جاءهم بآياتنا إذا هم منها يضحكون.. ] الآيات.
* وختمت السورة الكريمة ببيان بعض أحوال الآخرة وشدائدها وأهوالها، وبيان حال الأشقياء المجرمين، وهم يتقلبون في غمرات الجحيم [ إن المجرمين في عذاب جهنم خالدون لا يفتر عنهم وهم فيه مبلسون وما ظلمناهم ولكن كانوا هم الظالمين.. ] آلايات إلى نهاية السورة الكريمة.
التسمية :
سميت سورة " الزخرف " لما فيها من التمثيل الرائع - لمتاع الدنيا الزائل وبريقها الخادع - بالزخرف اللامع، الذي ينخدع به الكثيرون، مع أنها لا تساوي عند الله جناح بعوضة، ولهذا يعطيها الله للأبرار والفجار، وينالها الأخيار والأشرار، أما الآخرة فلا يمنحها الله إلا لعباده المتقين، فالدنيا دار الفناء، والآخرة دار البقاء. أ هـ ﴿صفوة التفاسير حـ ٣ صـ ١٤٩ ـ ١٥٠﴾