إلا صياح كصياح الحمير أوله زفير وآخره شهيق ٥٩ - وقوله جل وعز (أم ابرموا أمرا فإنا مبرمون) (آية ٧٩) قال مجاهد أي أم أجمعوا على كيد أو شر فإنا نكيدهم قال الفراء أي أم أحكموا أمرا ينجيهم من عذابنا على قولهم فإنا نعذبهم قال أبو جعفر يقال أبرم الأمر إذا بالغ في إحكامه وأبرم الفاتل إذا أحكم الفتل وهو الفتل الثاني والأول سحيل كما قال: (من سحيل ومبرم)
ومنه رجل برم إذا كان لا يدخل في الميسر أو كان ضيق الخلق لا يجتمع مع الناس كما قال الشاعر: ولا برما تهدى النساء لعرسه * إذا القشع من برد الشتاء تقعقعا و (برمة) من هذا سميت به للإلحاح عليها بالإيقاد ٦٠ - وقوله جل وعز (قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين) (آية ٨١) في معناه ثلاثة أقوال: أ - قال مجاهد أي قل إن كان للرحمن ولد في قولكم فأنا أول من عبده ووحده وكذبكم
ب - وقال الحسن يقول ما كان للرحمن ولد ج - وقيل هو من عبد أي أنف كما قال: وأعبد أن تهجى تميم بدارم قال أبو جعفر أحسنها قول مجاهد لأن (إن) يبعد أن تكون ههنا بمعنى ما لأن ذلك لا يكاد يستعمل إلا وبعد (إن) إلا وأيضا فإن بعدها ألفا وأكثر ما يقال إذا أنف الإنسان وغضب وأنكر الشئ عبد فهو عبد كما يقال حذر فهو حذر
وقول مجاهد بين أي إن كان للرحمن ولد على زعمكم وقولكم كما قال تعالى (أين شركائي) فانا أول من خالفكم ووحد الله جل وعز ومعنى (العابدين) كمعنى الموحدين لأنه لا يقال عابد إلا لموحد ٦١ - وقوله جل وعز (وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله وهو الحكيم العليم) (آية ٨٤) قال قتادة أي يعبد في السماء وفي الأرض ووري عن عمر وأبي وابن مسعود (وهو الذي في السماء الله وفي الأرض الله)