وقال ملا حويش :
تفسير سورة الزخرف
عدد ١٣ - ٦٣ و٤٣
نزلت بمكة بعد سورة الشورى عدا الآية ٥٤، فإنها نزلت بالمدينة، وهي تسع وثمانون آية، وثمنمئة وثلاث وثلاثون كلمة، وثلاثة آلاف وأربعمائة حرف.
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
قال تعالى :"حم" ١ تقدم ما فيه، وقد أقسم اللّه تعالى فقال "وَالْكِتابِ الْمُبِينِ" ٢ لكل شيء وجواب القسم قوله عز قوله "إِنَّا جَعَلْناهُ" أي الكتاب الملقى إليك يا محمد المشار إليه آخر السورة المارة "قُرْآناً عَرَبِيًّا" بلغتك ولغة قومك "لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ" ٣معانيه فلا تحتجوا بعدم فهمه "وَإِنَّهُ" هذا القرآن ثابت عندنا مدوّن "فِي أُمِّ الْكِتابِ" اللوح المحفوظ.
وسمي أما لأن كل الكتب السماوية المنزلة على الرسل وغيرها مسجلة فيه ومنه ينسخ ما ينزله اللّه على من يشاء من عباده، قال تعالى :
(بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ) الآيتين من آخر سورة البروج في ج ١، وقرأ حمزة والكسائي بكسر الهمزة والباقون بضمها وهو الصواب ولهذا يقول تعالى "لَدَيْنا لَعَلِيٌّ" شرفا ومنزلة وشأنا "حَكِيمٌ" ٤ لا يتطرق إليه البطلان على مرور الدوران، راجع الآية ٤٢ من سورة فصلت المارة وما ترشدك إليه من المواضع في حفظ هذا القرآن وتعهد اللّه به "أَ فَنَضْرِبُ" نذود وننحى ونترك "عَنْكُمُ" يا أهل مكة "الذِّكْرَ" بالقرآن فلا نذكركم به ونهملكم "صَفْحاً" إعراضا عنكم، فلا نأمركم ولا ننهاكم، أو نمسك عن إنزاله بسبب "أَنْ كُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِينَ" ٥ بأنواع الكفر والمعاصي ونبقيكم سبهللا، كلا، لا نفعل ذلك من أجل انهماككم وإصراركم على المعاصي والكفر، بل ننزله عليكم ونكلفكم بالإيمان به وترك ما أنتم عليه، لئلا تقولوا في الآخرة ما جاءنا من كتاب ولا نذير.