فأعددت للمرت الإله وعفوه وأعددت للفقر التجلد والصبرا
فمن تمسك بهاتين العدّتين أمن من هول الدارين وفاز بالنجاة.
مطلب هو ان الدنيا عند اللّه وأهل اللّه وتناكر القرينين يوم القيامة والإشارة بأن الخلافة القريش وما نزل في بيت المقدس :
قال تعالى "وَلَوْ لا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً" فيجتمعون على الكفر ويطبقون عليه رغبة فيه إذا رأوا السعة عند الكفرة "لَجَعَلْنا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفاً مِنْ فِضَّةٍ وَمَعارِجَ" مصاعد من فضة أيضا "عَلَيْها يَظْهَرُونَ" ٣٣ إلى العلو كالدرج والسلم الذي يصعد عليه للعلو "وَلِبُيُوتِهِمْ أَبْواباً" من فضة أيضا "وَسُرُراً" من فضة "عَلَيْها يَتَّكِؤُنَ" ٣٤ خصّ السرر لأنها مما يجلس عليها المنعّمون "وَزُخْرُفاً" وجعلنا ذلك كله مزينا بالذهب والجواهر مرصعا بالأحجار الكريمة "وَإِنْ كُلُّ ذلِكَ لَمَّا مَتاعُ الْحَياةِ الدُّنْيا" يتمتع بها الإنسان مدة حياته أو بعضها ثم تذهب بذهابه وهي سريعة الزوال خاصة عند فقدان الشكر "وَالْآخِرَةُ عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُتَّقِينَ" ٣٥ الكفر والمعاصي الصارفين جوارحهم وأموالهم في رضاء اللّه فهذه هي النعم الدائمة التي يجب أن يمتع بها المؤمن قال :
تمتع من شميم عرار نجد فما بعد العشية من عرار
العرار وردة طيبة الرائحة ناعمة وكان القائل مر بها قبل العشية وهو سائر، فإذا لم يشمها في ذلك الوقت فاته ريحها، فكذلك الإنسان إذا لم يمتع نفسه في هذه الدنيا بالعمل الصالح وهو قادر عليه فاته ذلك بالسقم والهرم والموت على حين غرة فيندم ولات حين مندم، لذلك يجب على العاقل أن لا يضيع الفرص بالتسويف والتأني.


الصفحة التالية
Icon