الفرقان في ج ١، ويؤذن إفراد الضمير بالخطاب كله وجمعه آخر الآية أن المراد بمن يسأل هو قومه، لأنهم هم الذين يترقب منهم التقصير حاشا البشير النذير أن يقصر في شكر ربه وتعظيمه،
كان صلّى اللّه عليه وسلم قبل نزول هذه الآية إذا سئل لمن يكون الأمر في أمتك من بعدك ؟
يسكت، لأن اللّه لم يخبره بذلك وهو لن ينطق من نفسه فيما هو من هذا القبيل، فلما نزلت هذه الآية صار يقول لمن يسأله : هو لقريش.
وقد روى البخاري ومسلم عن ابن عمر رضي اللّه عنهما قال : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان.
وروى البخاري عن معاوية قال : سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم يقول إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبّه اللّه تعالى على وجهه ما أقاموا الدين.
وأخرج الطبراني وابن مردويه عن عدي بن حاتم قال : كنت قاعدا عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم فقال ألا إن اللّه تعالى علم ما في قلبي من حبي لقومي فبشرني فيهم فقال سبحانه وتعالى (وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ) فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه (الحديث).
راجع بحث النزول في المقدمة، وفيه : فالحمد للّه الذي جعل الصدّيق من قومي والشهيد من قومي، إن اللّه تعالى قلب العباد ظهرا وبطنا فكان خير العرب قريش وهي الشجرة المباركة، إلى أن قال عدي ما رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلم ذكر عنده قريش بخير قط إلا سرّه حتى يتبين ذلك السرور في وجهه للناس كلهم.


الصفحة التالية
Icon