أي كلهم أكابر عظماء "وَأَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ" الأدنى أولا كالقحط والنقص والطوفان والدم والقمل والجراد "لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" ٤٨ عن كفرهم لترحمهم فلم يرجعوا، ولم تؤثر بهم الآيات ونقضوا عهودهم التي أعطوها لموسى بالإيمان به عند كشف كل آية "وَقالُوا" فرعون وملؤه "يا أَيُّهَا السَّاحِرُ" الماهر في السحر، إذ كان السحرة عندهم مقدمين لما يرون من أعاجيبهم، كما أن الطبيب كان مقدما زمن عيسى عليه السلام، وذا الفصاحة في عهد محمد صلّى اللّه عليه وسلم وكان التفاخر بها ساريا بينهم فالطبيب والبليغ له القدم الأعلى عند قومه "ادْعُ لَنا رَبَّكَ بِما عَهِدَ عِنْدَكَ" بأننا إذا آمنا يكشف عنا العذاب فاسأله يكشفه "إِنَّنا لَمُهْتَدُونَ" ٤٩ وقد دعى فكشف عنهم وعادوا مصرين على كفرهم ومتهمين رسولهم بالسحر، قال تعالى "فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ" الأخير كما هو الحال في كل مرة
إِذا هُمْ يَنْكُثُونَ" ٥٠ بعهدهم أيضا، ويقولون ما أصابنا إلا الخير لما يروا بعد كشف كل آية من آيات عذابهم خيرا وبسطة


الصفحة التالية
Icon