ثم بين نوعا آخر من أسباب افتخاره فقال "فَلَوْ لا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ" مثلي ليعلم الناس أنه ألقي إليه مقاليد الملك فيطيعونه وينقادون لأمره، وكان في ذلك الزمن إذا سور الرجل بسوارين من ذهب وطوق بطوق من ذهب يكون دلالة على سيادته في قومه، ويريد الملعون بقوله هذا أن لو كان لما يدعيه موسى من صحة بأنه رسول اللّه رب العالمين أجمع لألبسه الذي أرسله أسورة ذهبية إعلاما برسالته وإيذانا بلزوم طاعته لينقاد له الناس "أَوْ جاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ" ٥٣ بعضهم ببعض متتابعين يشهدون له بصدق ما جاء به ويعينونه على من خالفه على الأقل إذا لم يحلّ بما يدل على السيادة والحاكمية، قالوا له لم يسور ولم تأت معه الملائكة قال لهم حينئذ لا صحة لدعواه قالوا نعم، وقد ظن اللعين أن الرياسة والقوة من لوازم الرسالة في المرسل ولم يعلم أن اللّه الذي أرسله كافيه عن ذلك، ويقرب من قوله قول كفار قريش (لَوْ لا نُزِّلَ هذَا الْقُرْآنُ عَلى رَجُلٍ) الآية ٣١ المارة.
مطلب الآية المدنيةو إهلاك فرعون ونزول عيسى عليه السلام وما نزل في عبد اللّه بن الزبعرى :