قد يتساءل البعض هل الشيوعية التي جاءت منذ اكثر من نصف قرن ارتقت بشعوبها أم لا ؟ نقول انظروا إليها الآن لقد بنت ما ادعته من ارتقاءات على الكذب والزيف.. ثم تراجعت ثم انهارت تماما.. وكما انهارت الشيوعية ستنهار الرأسمالية لأنهما طرفان متناقضان إنما نحن أمة وسطا.. ولذلك أعطانا الله سبحانه خيري الدنيا والآخرة. الحق سبحانه يقول :" لتكونوا شهداء على الناس".. أي أن الحجة ستكون لكم في المستقبل.. وسيضطر العالم إلي الرجوع إلي ما يقننه دينكم.. والله تبارك وتعالى قال :" أمة وسطا" ولم يقل الوسط بكسر الواو أي المنتصف حتى لا يقال إن هؤلاء الرأسماليين والشيوعيين سيتراجعون إلي الحق تماما.. ولكن بعضهم سيميل قليلا إلي هذه الناحية أو تلك بحيث يتم اللقاء.. ولذلك عندما يقولون نأخذ أموال الأغنياء ونوزعها على الفقراء.. نقول لهم وعندما يأتي فقير في المستقبل.. من أين تعطيه بعد أن قضيت على الأغنياء ؟.
وقد سمعت من شخص له تجربه في السياسة والحكم.. قال إن الذي كان يعمل معي وأضاع ماله كله على الخمر والقمار والنساء كان احسن مني.. لأنني احتفظت بأموالي ونميتها فقالوا إنك إقطاعي وصادروها.. بينما ذلك الذي أسرف لم يفعلوا به شيئا.. قلت إن الله سبحانه وتعالى يريد منك أن تنمي مالك.. لأنك إن لم تنميه ودفعت عنه زكاة ٢. ٥% فالمال يفنى خلال أربعين سنة.. ولكن إذا نميت مالك وجاءوا إلي ناتج عملك وأخذوه بدعوى أنك إقطاعي فإنهم يقضون على العمل في المجتمع.. لأنه إذا كنت ستأخذ ناتج عمله بدون حق فلماذا يعمل ؟ إن الإسلام جاء ليزيد مجال حركة الحياة ويضمن مال المتحرك.. ليأخذ من ماله زكاة ويعين غير القادر حتى لا يحقد على المجتمع.. هذا وسط.


الصفحة التالية
Icon