[البقرة : ١٤٤] الآية، وفي الشاهد إذا وصف واحد من الناس بمحبة آخر قالوا : فلان يحول القبلة لأجل فلان على جهة التمثيل، فالله تعالى قد حول القبلة لأجل حبيبه محمد عليه الصلاة والسلام على جهة التحقيق، وقال :﴿فَلَنُوَلّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا﴾ [البقرة : ١٤٤] ولم يقل قبلة أرضاها، والإشارة فيه كأنه تعالى قال : يا محمد كل أحد يطلب رضاي وأنا أطلب رضاك في الدارين، أما في الدنيا فهذا الذي ذكرناه وأما في الآخرة فقوله تعالى :﴿وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فترضى﴾ [الضحى : ٥]. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٤ صـ ١٠٢﴾
قوله تعالى :﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ﴾
سؤال : ما المراد من الوجه ههنا ؟
الجواب : المراد من الوجه ههنا جملة بدن الإنسان لأن الواجب على الإنسان أن يستقبل القبلة بجملته لا بوجهه فقط والوجه يذكر ويراد به نفس الشيء لأن الوجه أشرف الأعضاء ولأن بالوجه تميز بعض الناس عن بعض، فلهذا السبب قد يعبر عن كل الذات بالوجه. أ هـ ﴿مفاتيح الغيب حـ ٤ صـ ١٠٣﴾
سؤال : لم ذكر المسجد الحرامِ دون الكعبة ؟
الجواب : في ذكر المسجد الحرامِ دون الكعبة إيذانٌ بكفاية مراعاةِ الجهةِ لأن في مراعاةِ العينِ من البعيد حرجاً عظيماً بخلاف القريب.
وقال ابن عجيبة :
وإنما ذكر الحق تعالى شطر المسجد، أي : جهته، دون عين الكعبة، لأنه - عليه الصلاة والسلام - كان في المدينة، والبعيد يكفيه مراعاة الجهة، فإن استقبال عينها حَرجٌ عليه، بخلاف القريب، فإنه يسهل عليه مسامته العين. وقيل : إن جبريل - ـ عليه السلام ـ عيّنها له بالوحي فسميت قبلة وحْي. أ هـ البحر المديد حـ ١ صـ ١٧٧}
قوله تعالى ﴿وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ﴾
قال أبو السعود :


الصفحة التالية