الأول : قال الراغب : حذر تعالى نبيه من إتباع أهوائهم، ونبه أن إتباع الهوى بعد التحقيق بالعلم يدخل متحريه في جملة الظلمة، وقد أكثر الله تحذيره من الجنوح إلى الهوى حتى كرر ذلك في عدة مواضع. وقول من قال : الخطاب للنبي ﷺ، والمعنيّ به الأمة، فلا معنى لتخصصه. فإن الله تعالى يحذر نبيه من إتباع الهوى أكثر مما يحذر غيره، فذو المنزلة الرفيعة إلى تحذير الإنذار عليه أحوج، حفظاً لمنزلته وصيانة لمكانته. وهو كلام نفيس جداً.
الثاني : في الآية تنويه بشأن العلم ؛ حيث سمى أمر النبوات والدلائل والمعجزات باسم العلم، فذلك ينبه على أن العلم أعظم المخلوقات شرفاً ومرتبة.
الثالث : دلت الآية على أن توجه الوعيد على العلماء أشد من توجهه على غيرهم ؛ لأن قوله تعالى :﴿ مِّن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ ﴾ يدل على ذلك. ذكره الرازيّ. أ هـ ﴿محاسن التأويل حـ ٢ صـ ٤٧٠ ـ ٤٧٢﴾


الصفحة التالية
Icon