وقال ابن عطية فى الآيات السابقة :
وقوله تعالى :﴿ ولئن سألتهم ﴾ الآية ابتداء احتجاج على قريش يوجب عليهم التناقض في أمرهم، وذلك أنهم يقرون أن الخالق الموجد لهم وللسماوات والأرض هو الله تعالى، وهم مع ذلك يعبدون أصناماً ويدعونها آلهتهم، ومقتضى جواب قريش أن يقولوا " خلقهن الله " فلما ذكر تعالى المعنى جاءت العبارة عن الله ب ﴿ العزيز العليم ﴾ ليكون ذلك توطئة لما عدد بعد من أوصافه التي ابتدأ الإخبار بها وقطعها من الكلام الذي حكى معناه عن قريش.
الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ مَهْدًا وَجَعَلَ لَكُمْ فِيهَا سُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠)
هذه أوصاف فعل، وهي نعم من الله تعالى على البشر، تقوم بها الحجة على كل كافر مشرك بالله تعالى.
وقوله :﴿ الذي جعل لكم ﴾ ليس من قول المسؤولين، بل هو ابتداء إخبار من الله تعالى.
وقرأ جمهور الناس :" مهاداً " وقرأ ابن مسعود وطلحة والأعمش :" مهداً "، والمعنى واحد، أي يتمهد ويتصرف فيها.
والسبل : الطرق. و: ﴿ تهتدون ﴾ معناه في المقاصد من بلد إلى بلد ومن قطر إلى قطر، ويحتمل أن يريد :﴿ تهتدون ﴾ بالنظر والاعتبار.


الصفحة التالية
Icon