وأخرج الطبراني وابن مردويه، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال : كنت قاعداً عند رسول الله ﷺ فقال :" الا إن الله علم ما في قلبي من حبي لقومي، فشرفني فيهم فقال :﴿ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ﴾ فجعل الذكر والشرف لقومي في كتابه، ثم قال ﴿ وأنذر عشيرتك الأقربين ﴾ [ الشعراء : ٢١٤ ] ﴿ واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين ﴾ [ الشعراء : ٢١٥ ] يعني قومي، فالحمد لله الذي جعل الصديق من قومي، والشهيد من قومي، ان الله قلب العباد ظهراً وبطناً، فكان خير العرب قريش، وهي الشجرة المباركة التي قال الله في كتابه ﴿ ومثل كلمة طيبة كشجرة طيبة ﴾ [ إبراهيم : ٢٤ ] يعني بها قريشاً ( أصلها ثابت ) يقول : أصلها كَرَمٌ، ﴿ وفرعها في السماء ﴾، يقول : الشرف الذي شرفهم الله بالإِسلام الذي هداهم له وجعلهم أهله. ثم أنزل فيهم سورة من كتاب الله بمكة ﴿ لإِيلاف قريش ﴾ [ قريش، الآية : ١-٤ ] إلى آخرها " قال عدي بن حاتم : ما رأيت رسول الله ﷺ ذكر عنده قريش بخير قط، إلا سره حتى يتبين ذلك السرور للناس كلهم في وجهه، وكان كثيراً ما يتلوا هذه الآية ﴿ وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون ﴾.
وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (٤٥)
أخرج سعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن جرير وابن المنذر، عن سعيد بن جبير في قوله ﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ قال : ليلة اسري به لقي الرسل.
وأخرج ابن المنذر، عن ابن جريج في قوله :﴿ واسأل من أرسلنا من قبلك من رسلنا ﴾ قال : بلغنا أنه ليلة أسري به أري الأنبياء، فأري آدم، فسلم عليه وأري مالكاً خازن النار، وأري الكذاب الدجال.