قوله :﴿ وَجَعَلَهَا ﴾ : الضميرُ المرفوعُ لإِبراهيمَ عليه السلام - وهو الظاهرُ - أو لله. والمنصوبُ لكلمة التوحيد المفهومةِ مِنْ قولِه :" إنني بَراءٌ " إلى آخره، أو لأنَّها بمنزلةِ الكلمة، فعاد الضمير على ذلك اللفظِ لأجل المَعْنِيِّ به.
وقرئ " في عَقْبِه " بسكون القافِ. وقُرِئ " في عاقِبه " أي : وارِثه. وحميد بن قيس " كلمة " بكسر الكاف وسكون اللام.
بَلْ مَتَّعْتُ هَؤُلَاءِ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى جَاءَهُمُ الْحَقُّ وَرَسُولٌ مُبِينٌ (٢٩)
والجمهورُ على " مَتَّعْتُ " بتاء المتكلم. وقتادةُ/ والأعمشُ بفتحِها للمخاطبِ، خاطبَ إبراهيمُ أو محمدٌ صلَّى الله عليه وسلَّم ربَّه تعالى بذلك. وبها قرأ نافعٌ في روايةِ يعقوبَ. والأعمشُ أيضاً " بل مَتَّعْنا " بنون العظمة.
وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ (٣١)
قوله :﴿ مِّنَ القريتين ﴾ : فيه حَذْفُ مضافٍ فقدَّره بعضُهم : من رَجُلَيْ القريَتَيْن. وقيل : من إحدى القريَتَيْن. والرجلان : الوليد ابن المغيرة وكان بمكة، وعروة بن مسعود الثقفي، وكان بالطائف. وقيل : كان يتردَّدُ بين القريتين فنُسب إلى كلتيهما. وقُرئ " رَجْل " بسكون العين وهي تميمةٌ.
وقد مضى الكلامُ في " سُخْرِيَّا " في المؤمنين. وقرأ بالكسر هنا عمرو بن ميمون وابن محيصن وأبو رجاء وابن أبي ليلى والوليد بن مسلم وخلائق، بمعنى المشهورة، وهو الاستخدام. ويَبْعُدُ قولُ بعضِهم : إنه استهزاء الغني بالفقير.
وَلَوْلَا أَنْ يَكُونَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً لَجَعَلْنَا لِمَنْ يَكْفُرُ بِالرَّحْمَنِ لِبُيُوتِهِمْ سُقُفًا مِنْ فِضَّةٍ وَمَعَارِجَ عَلَيْهَا يَظْهَرُونَ (٣٣)