وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رُسُلِنَا أَجَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ آلِهَةً يُعْبَدُونَ (٤٥)
قوله :﴿ مَنْ أَرْسَلْنَا ﴾ : فيه ثلاثةُ أوجهٍ، أظهرُها : أنَّ " مَنْ " موصولة، وهي مفعولةٌ للسؤالِ. كأنه قيل : واسأل الذي أرْسَلْناه مِنْ قَبْلِك عَمَّا أُرْسِلوا به، فإنَّهم لم يُرْسَلوا إلاَّ بالتوحيد. الثاني : أنَّه على حَذْفِ حَرْفِ الجرِّ على أنه المسؤولُ عنه. والمسؤولُ الذي هو المفعولُ الأولُ محذوفٌ، تقديرُه : واسْأَلْنا عن مَنْ أَرْسَلْناه. الثالث : أنَّ " مَنْ " استفهاميةٌ مرفوعةٌ بالابتداء، و " أَرْسَلَ " خبرُه. والجملةُ مُعَلِّقَةٌ للسؤالِ، فتكونُ في محلِّ نصبٍ على إسقاطِ الخافضِ، وهذا ليس بظاهرٍ، بل الظاهرُ أنَّ المُعَلِّقَ للسؤال إنما هو الجملةُ الاستفهاميةُ مِنْ قولِه " أَجَعَلْنا ". أ هـ ﴿الدر المصون حـ ٩ صـ ٦٧١ ـ ٦٩٣﴾


الصفحة التالية
Icon