واليماني ﴿ العابدين ﴾ جمع عبد كحذر وحذرين وهو المعروف في معنى أنف وقلما يقال فيه فابد، ومن هنا ضعف ابن عرفة هذا الوجه لما فيه من استعمال ما قل استعماله في كلامهم، وذكر الخليل في كتاب "العين" أنه قرىء ﴿ العابدين ﴾ بسكون الباء تخفيف العبدين بكسرها، وقال أبو حاتم : العبد بكسر الباء الشديد الغضب، وقال أبو عبيدة : العرب تقول عبدني حقي أي جحدني، وروي عن الحسن.
وابن زيد.
وزهير بن محمد وهو رواية عن ابن عباس.
وقتادة.
والسدى أيضاً أن ﴿ إن ﴾ نافية أي ما كان للرحمن ولد فأنا أول من قال ذلك وعبد ووحد، و﴿ كَانَ ﴾ عليه للاستمرار والمقصود استمرار النفي لا نفي الاستمرار والفاء للسببية.
وتعقب بأنه خلاف الظاهر مع خفاء وجه السببية أو حسنها، وزعم مكي أنه لا يجوز لا يهامه نفي الولد فيما مضى وهو كما ترى.
وقرأ عبد الله.
وابن وثاب.
وطلحة.
والأعمش.
وحمزة.
والكسائي كما قال القاضي ﴿ وَلَدَ ﴾ بضم الواو وسكون اللام جمع ولد بفتحهما.
﴿ سبحان رَبّ السموات والأرض رَبّ العرش عَمَّا يَصِفُونَ ﴾
أي عن وصفهم أو الذي يصفونه به من كونه سبحانه له ولد، وفي إضافة اسم الرب إلى أعظم الإجرام وأقواها تنبيه على أنها وما فيها من المخلوقات حيث كانت تحت ملكوته تعالى وربوبيته عز وجل كيف يتوهم أن يكون شيء منها جزأ منه سبحانه وهو ينافي وجوب الوجود، وفي تكرير ذلك الاسم الجليل تفخيم لشأن العرش.
﴿ فَذَرْهُمْ ﴾ فدعهم غير ملتفت إليهم حيث لم يذعنوا للحق بعد ما سمعوا هذا البرهان الجلي ﴿ يَخُوضُواْ ﴾ في أباطيلهم ﴿ وَيَلْعَبُواْ ﴾ في دنياهم فإن ما هم فيه من الأقوال والأفعال ليس إلا من باب الجهل، والجزم لجواب الأمر ﴿ حتى يلاقوا يَوْمَهُمُ الذى يُوعَدُونَ ﴾ وهو يوم القيامة عند الأكثرين، وعن عكرمة.