وقال الشيخ الشنقيطى :
﴿ قُلْ إِنْ كَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِينَ (٨١) ﴾
اختلف العلماء في معنى ﴿ إِن ﴾ في هذه الآية.
فقالت جماعة من أهل العلم إنها شرطية، واختاره غير واحد، وممن اختاره ابن جرير الطبري، والذين قالوا إنها شرطية، اختلفوا في المراد بقوله : فأنا أول العابدين.
فقال بعضهم : فأنا أول العابدين لذلك الولد.
وقال بعضهم : فأنا أول العابدين لله على فرض أن له ولداً.
وقال بعضهم : فأنا أول العابدين لله جازمين بأنه لا يمكن أن يكون له ولد وقالت جماعة آخرون : إن لفظة ﴿ إِن ﴾ في الآية نافية.
والمعنى ما كان لله ولد، وعلى القول بأنها نافية ففي معنى قوله :﴿ فَأَنَاْ أَوَّلُ العابدين ﴾ ثلاثة أوجه الأول وهو أقربها : أن المعنى ما كان لله ولد فأنا أول العابدين لله، المنزهين له عن الولد، وعن كل ما لا يليق بكماله، وجلاله.
والثاني أن معنى قوله ﴿ فَأَنَاْ أَوَّلُ العابدين ﴾ : أي الآنفين المستنكفين من ذلك يعني القول الباطل المفترى على ربنا الذي هو ادعاء الولد له.
والعرب تقول : عبد بكسر الباء يعبد بفتحها فهو عبد بفتح فكسر على القياس، وعابد أيضاً سماعاً، إذا اشتدت أنفته واستنكافه وغضبه، ومنه قول الفرزدق :
أولئك قومي إن هجوني هجوتهم... وأعقد أن أهجو كليباً بدارم
فقوله : وأعبد ينفي آنف وأستنكف.
ومنه أيضاً قول الآخر :
متى ما يشأ ذو الود يصرم خليله... ويعبد عليه لا محالة ظالما


الصفحة التالية
Icon