ويتلاءم مع تعدية فعل ﴿ يصدون ﴾ بحرف ( مِن ) الابتدائية دون حرف ( عَن ) ومع قوله :﴿ ما ضربوه لك إلا جدلاً بل هم قوم خصمون ﴾ لأن الظاهر أن ضمير النصب في ﴿ ضربوه ﴾ عائد إلى ابن مريم.
والمراد بالمثَل على هذا الممثَّلُ به والمشبَّه به، لأن ابن الزِبعرى نظَّر آلهتهم بعيسى في أنها عُبدت من دون الله مثله فإذا كانوا في النار كان عيسى كذلك.
ولا يُنَاكِد هذا الوجهَ إلا ما جرى عليه عد السور في ترتيب النزول من عدّ سورة الأنبياء التي كانت آيتها سَببَ المجادلة متأخرةً في النزول عن سورة الزخرف ولعل تصحيح هذا الوجه عندهم بَكُر بالإبطال على من جعل سورة الأنبياء متأخرة في النزول عن سورة الزخرف بل يجب أن تكون سابقة حَتَى تكون هذه الآية مذكِّرة بالقصة التي كانت سبب نزول سورة الأنبياء، وليس ترتيب النزول بمتفق عليه ولا بمحقق السند فهو يُقبل منه ما لا معارض له.
على أنه قد تَنزِل الآية ثم تُلْحَق بسورة نزلت قبلها.


الصفحة التالية
Icon