قال متى أحد مترجميه الأربعة وقد خلطت تراجمهم وأغلب السياق لمتى : فلما خرج يسوع وجاء إلى نواحي صور وصيدا إذا بامرأة كنعانية - وقال مرقس : يونانية - خرجت من تلك التخوم تصيح وتقول : ارحمني يا رب يا ابن داود! ابنتي بها شيطان رديء، فلم يجبها بكلمة، فجاء تلاميذه وسألوه قائلين : اصرف هذه المرأة لأنها تصيح خلفنا، أجاب وقال لهم : لم أرسل إلا إلى الخراف من بيت إسرائيل، فأتت وسجدت له قائلة : يا رب أعني فأجاب : ليس هو جيداً أن يؤخذ خبز البنين فيعطى للكلاب، فقالت : نعم! يا رب، والكلاب تأكل من الفتات الذي يسقط من موائد أربابها، حينئذ أجاب يسوع وقال لها : يا امرأة عظيمة أمانتك يكون لك كما أردت، فبرئت ابنتها منه تلك الساعة، وقال مرقس : فقال لها من أجل هذه الكلمة اذهبي، قد خرج الشيطان من ابنتك، فهذبت إلى ابنتها فوجدت الصبية على السرير والشيطان قد خرج منها، فجاؤوا إليه بأخرس أصم فطلبوا إليه أن يضع يده عليه، فأخرجوه وحده من الشعب، وترك أصابعه في أذنيه، وتفل ثم مس لسانه ونظر إلى السماء وشهد وقال : الفاثاً الذي هو التفتح، وللوقت انفتح سمعه وسمع، وانحل رباط لسانه وتكلم مستوياً، ووصاهم أن لا يقولوا لأحد شيئاً فأتاهم فكانوا ينكرون كثيراً ويبهتون جداً، قائلين : ما أحسن كل شيء! يصنع الخرس يتكلمون والصم يسمعون، وقال مرقس : ثم جاء إلى بيت صيدا فقدموا إليه أعمى، وطلبوا منه أن يلمسه، فأخذ بيد الأعمى ثم أخرجه خارجاً من القرية، وتفل في عينيه ووضع يده عليه وسأله : ما ينظر؟ قال : أنظر الناس مثل الشجر يمشون، فوضع يده أيضاً على عينيه، فأبصر حيناً ونظر إلى كل شيء ظاهراً، قال : ثم جاء إلى ناحية قيسارية فيلقس فسأل تلاميذه : ماذا يقول الناس في ابن الإنسان؟ فقال قوم : يوحنا المعمدان، وآخرون : إليا، وآخرون : إرميا، وواحد من الأنبياء، فقال لهم : فأنتم ماذا تقولون؟ أجاب سمعان بطرس -