وقوله تعالى :﴿ وهو الذي في السماء إله ﴾ الآية آية حكم بعظمته وإخبار بألوهيته، أي هو النافذ أمره.
وقرأ عمر بن الخطاب وجابر بن زيد وأبو شيخ والحكم بن أبي العاصي وبلال بن أبي بردة وابن مسعود ويحيى بن يعمر وأبي بن كعب وابن السميفع :" وهو الذي في السماء الله وفي الأرض الله، و: ﴿ الحكيم ﴾ المحكم. ﴿ وتبارك ﴾ تفاعل من البركة، أي تزيدت بركاته. و: ﴿ السماوات والأرض وما بينهما ﴾ حصر لجميع الموجودات المحسوسات. و: ﴿ علم الساعة ﴾ معناه : علم تحديد قيامها والوقف على تعيينه، وهذا هو الذي استأثر الله بعلمه، وإلا فنحن عندنا علم الساعة، أي إنها واقعة، وإنها ذات أهوال وبصفات ما، والمصدر في قوله :﴿ علم الساعة ﴾ مضاف إلى المفعول.
وقرأ أكثر القراء :" وإليه يرجعون " بالياء من تحت. وقرأ نافع وأبو عمرو :" تُرجعون " بالتاء من فوق مضمومة.
وَلَا يَمْلِكُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ الشَّفَاعَةَ إِلَّا مَنْ شَهِدَ بِالْحَقِّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ (٨٦)
قوله تعالى :﴿ ولا يملك ﴾ الآية مخاطبة لمحمد عليه السلام. و: ﴿ الذين ﴾ هم المعبودون، والضمير في :﴿ يدعون ﴾ هو للكفار الذين عبدوا غير الله عز وجل، فأعلم تعالى أن من عبد من دون الله فإنه لا يملك شفاعة عند الله يوم القيامة.


الصفحة التالية
Icon