﴿ وَتِلْكَ الجنة ﴾ مبتدأٌ وخبرٌ ﴿ التى أُورِثْتُمُوهَا ﴾ وقُرِىءَ وُرِّثتمُوهَا ﴿ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ في الدُنيا الأعمالِ الصالحةِ، شبَّه جزاءَ العملِ بالميراثِ لأنَّه يخلُفه العامل عليه، وقيلَ تلكَ الجنةُ مبتدأٌ وصفةٌ والموصولُ مع صلتِه خبرُهُ، وقيلَ : هو صفةُ الجنةُ كالوجهِ الأولِ والخبرُ بما كنتُم تعملُون فتتعلقُ الباءُ بمحذوفٍ لا بأُورثتمُوها كما في الأولَينِ. ﴿ لَكُمْ فِيهَا فاكهة كَثِيرَةٌ ﴾ بحسبِ الأنواعِ والأصنافِ لا بحسبِ الأفرادِ فقطْ ﴿ مّنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ أي بعضَها تأكلونَ في كلِّ نوبةٍ، وأمَّا الباقِي فَعَلى الأشجارِ على الدوامِ لا ترى فيها شجرةً خلتْ عن ثمرِهَا لحظةً فهي مزينةٌ بالثمارِ أبداً مُوقَرةٌ بَها. وعنِ النبيِّ ﷺ :" لا ينزعُ رجلٌ من الجنَّةِ من ثمرِها إلا نبتَ مثلاَها مكانَها ".


الصفحة التالية
Icon