يوما، وهم يشبهون أهل الجاهلية من عرب الجزيرة الذين كانوا يسخرون من الحياة بعد الموت، ويعدونه حديث خرافة..
" إن هؤلاء ليقولون * إن هي إلا موتتنا الأولى وما نحن بمنشرين * فأتوا بآبائنا إن كنتم صادقين ". وسيجمع الله الآباء والأبناء، ويحاسب كلا على ما قدمت يداه، وإلا كانت الحياة عبثا باطلا، وكفاحا فارغا هازلا " وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما لاعبين * ما خلقناهما إلا بالحق ولكن أكثرهم لا يعلمون * إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين ". والحق الذى خلقت به السموات والأرض يظهر فى القوانين الدقيقة التى تحكم الذرة والمجرة، والنملة والفيل، والسهول والغابات، والبر والبحر! وهناك علوم جادة تبحث فى هذه الأرجاء كلها، وتعود بالعجائب الهاتفة بعظمة الخالق.. وكذلك يظهر هذا الحق فى حساب أخير يفصل بين المسلمين والمجرمين، والذاكرين والغافلين، وذوى الضمائر الحية والضمائر الميتة! ويمتاز القرآن الكريم بأنه غلب ضجيج الحياة البشرية بوعده ووعيده، وأثبت من صور الدار الآخرة ما ينفى الغرور بهذه الدار الدنيا. وقد ختمت سورة الدخان بأحد هذه النماذج " إن يوم الفصل ميقاتهم أجمعين * يوم لا يغني مولى عن مولى شيئا ولا هم ينصرون ". ماذا ينتظر الأشرار؟ " إن شجرة الزقوم * طعام الأثيم * كالمهل يغلي في البطون * كغلي الحميم ". وماذا ينتظر الأخيار؟ " إن المتقين في مقام أمين * في جنات وعيون * يلبسون من سندس وإستبرق متقابلين ". "إن الله أنزل القرآن على محمد ليوقظ الغافلين ويصنع به أمة ذات رسالة عظيمة " فإنما يسرناه بلسانك لعلهم يتذكرون * فارتقب إنهم مرتقبون ". أ هـ ﴿نحو تفسير موضوعى صـ ٣٨٤ ـ ٣٨٦﴾


الصفحة التالية
Icon