قال قتادة وابن زيد : أنزل الله القرآن كله في ليلة القدر من أم الكتاب إلى بيت العِزّة في سماء الدنيا، ثم أنزله الله على نبيه ﷺ في الليالي والأيام في ثلاث وعشرين سنة.
وهذا المعنى قد مضى في "البقرة" عند قوله تعالى :﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الذي أُنْزِلَ فِيهِ القرآن ﴾ [ البقرة : ١٨٥ ]، ويأتي آنفاً إن شاء الله تعالى.
فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ (٤)
قال ابن عباس : يُحْكم اللّهُ أمرَ الدنيا إلى قابل في ليلة القدر ما كان من حياة أو موت أو رزق.
وقاله قتادة ومجاهد والحسن وغيرهم.
وقيل : إلا الشقاء والسعادة فإنهما لا يتغيّران، قاله ابن عمر.
قال المهدوي : ومعنى هذا القول أمر الله عز وجل الملائكة بما يكون في ذلك العام ولم يزل ذلك في علمه عز وجل.
وقال عكرمة : هي ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة ويُنسخ الأحياء من الأموات، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد.
وروى عثمان بن المغيرة قال : قال النبي ﷺ :﴿ تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى أن الرجل لينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى ﴾ وعن النبيّ ﷺ قال :" إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا نهارها فإن الله ينزل لغروب الشمس إلى سماء الدنيا يقول ألا مستغفر فأغفر له ألا مبتلًى فأعافيه ألا مسترزق فأرزقه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر " ذكره الثعلبي.


الصفحة التالية
Icon