وقال الآلوسى :
﴿ حم والكتاب المبين ﴾
الكلام فيه كالذي سلف في السورة السابقة.
﴿ إِنَّا أنزلناه ﴾ أي الكتاب المبين الذي هو القرآن على القول المعول عليه ﴿ فِى لَيْلَةٍ مباركة ﴾ هيب ليلة القدر على ما روي عن ابن عباس.
وقتادة.
وابن جبير.
ومجاهد.
وابن زيد.
والحسن.
وعليه أكثر المفسرين والظواهر معهم، وقال عكرمة.
وجماعة : هي ليلة النصف من شعبان.
وتسمى ليلة الرحمن والليلة المباركة وليلة الصك وليلة البراءة، ووجه تسميتها بالأخيرين أن البندار إذا استوفى الخراج من أهله كتب لهم البراءة والصك كذلك أن الله عز وجل يكتب لعباده المؤمنين البراءة والصك في هذه الليلة.
وظاهر كلامهم هنا أن البراءة وهي مصدر بريء براءة إذا تخلص تطلق على صك الأعمال والديون وما ضاهاها وأنه ورد في الآثار ذلك وهو مجاز مشهور وصار بذلك كالمشترك، وفي المغرب بريء من الدين والعيب براءة، ومنه البراءة لخط الابراء والجمع براءات وبروات عامية اه.
وأكثر أهل اللغة على أنه لم يسمع من العرب وأنه عامي صرف وإن كان من باب المجاز الواسع.
قال ابن السيد في المقتضب البراءة في الأصل مصدر برىء براءة، وأما البراءة المستعملة في صناعة الكاتب فتسميتها بذلك اما على أنها من برىء من دينه إذا أداه وبرئت من الأمر إذا تخيلت منه فكأن المطلوب منه أمر تبرأ إلى الطالب أو تخلي، وقيل : أصله أن الجاني كان إذا جنى وعفا عنه الملك تب له كاتب أمان مما خافه فكان يقال : كتب السلطان لفلان براءة ثم عمم ذلك فيما كتب من أولي الأمر وأمثالهم اه.
وذكروا في فضل هذه الليلة أخباراً كثيرة، منها ما أخرجه ابن ماجه.


الصفحة التالية
Icon