ويقال : كان الكتاب والشعر عند أبي أيوب خالد بن زيد.
وفيه :
شهدت على أحمد أنه...
رسول من الله باري النَّسَمْ
فلو مُدّ عمري إلى عمره...
لكنت وزيراً له وابن عَمْ
وذكر الزجاج وابن أبي الدنيا والزمخشري وغيرهم أنه حُفر قبر له بصنعاء ويقال بناحية حمير في الإسلام، فوجِد فيه امرأتان صحيحتان، وعند رؤوسهما لوح من فضة مكتوب فيه بالذهب "هذا قبر حُبَّى ولَميس" ويروى أيضاً :"حبى وتماضر" ويروى أيضاً :"هذا قبر رضوى وقبر حُبّى ابنتا تبع، ماتتا وهما تشهدان أن لا إله إلا الله ولا يشركان به شيئاً ؛ وعلى ذلك مات الصالحون قبلهما".
قلت : وروى ابن إسحاق وغيره أنه كان في الكتاب الذي كتبه :"أما بعد، فإني آمنت بك وبكتابك الذي أنزل عليك، وأنا على دينك وسنتك، وآمنت بربّك وربّ كل شيء، وآمنت بكل ما جاء من ربّك من شرائع الإسلام ؛ فإن أدركتك فبِها ونِعمت، وإن لم أدركك فاشفع لي ولا تنسني يوم القيامة ؛ فإني من أمتك الأوّلين وبايعتك قبل مجيئك، وأنا على ملتك وملة أبيك إبراهيم عليه السلام".
ثم ختم الكتاب ونقش عليه :﴿ لِلَّهِ اْلأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ بَعْد ﴾ [ الروم : ٤ ].
وكتب على عنوانه "إلى محمد بن عبد الله نبي الله ورسوله، خاتم النبيّين ورسول رب العالمين صلى الله عليه وسلم.
من تُبّع الأول".
وقد ذكرنا بقيّة خبره وأوّله في "اللمع اللؤلؤية شرح العشر بينات النبوية" للفارابي رحمه الله.
وكان من اليوم الذي مات فيه تبع إلى اليوم الذي بعث فيه النبيّ ﷺ ألف سنة لا يزيد ولا ينقص.
واختلف هل كان نبِيًّا أو مَلِكاً ؛ فقال ابن عباس : كان تُبّع نبيًّا.
وقال كعب : كان تبع ملِكاً من الملوك، وكان قومه كُهَّاناً وكان معهم قوم من أهل الكتاب، فأمر الفريقين أن يقرّب كل فريق منهم قُرْبَاناً ففعلوا، فَتُقُبّل قربان أهل الكتاب فأسلم.


الصفحة التالية
Icon