والخيل تمرح رهوا في أعنتها... كالطير تنجو من الشؤبوب ذي البرد
أي : والخيل تمرح في أعنتها ساكنة، والمعنى : اترك البحر ساكناً على صفته بعد أن ضربته بعصاك، ولا تأمره أن يرجع كما كان ليدخله آل فرعون بعدك، وبعد بني إسرائيل، فينطبق عليهم، فيغرقون.
وقال أبو عبيدة : رها بين رجليه يرهو رهواً، أي : فتح.
. قال : ومنه قوله :﴿ واترك البحر رَهْواً ﴾، والمعنى : اتركه منفرجاً كما كان بعد دخولكم فيه، وكذا قال أبو عبيد : وبه قال مجاهد، وغيره.
قال ابن عرفة : وهما يرجعان إلى معنى واحد، وإن اختلف لفظاهما، لأن البحر إذا سكن جريه انفرج.
قال الهروي : ويجوز أن يكون ﴿ رهواً ﴾ نعتاً لموسى، أي : سر ساكناً على هيئتك.
وقال كعب، والحسن :﴿ رهواً ﴾ : طريقاً.
وقال الضحاك، والربيع : سهلاً.
وقال عكرمة : يبساً كقوله :﴿ فاضرب لَهُمْ طَرِيقاً فِى البحر يَبَساً ﴾ [ طه : ٧٧ ] وعلى كل تقدير، فالمعنى : اتركه ذا رهو، أو اتركه رهواً على المبالغة في الوصف بالمصدر ﴿ إِنَّهُمْ جُندٌ مُّغْرَقُونَ ﴾ أي : إن فرعون، وقومه مغرقون.
أخبر سبحانه موسى بذلك ليسكن قلبه، ويطمئن جأشه.
قرأ الجمهور بكسر إن على الاستئناف لقصد الإخبار بذلك، وقرىء بالفتح على تقدير لأنهم.
﴿ كَمْ ﴾ هي الخبرية المفيدة للتكثير، وقد مضى الكلام في معنى الآية في سورة الشعراء.
قرأ الجمهور :﴿ وَمَقَامٍ ﴾ بفتح الميم على أنه اسم مكان للقيام، وقرأ ابن هرمز، وقتادة، وابن السميفع، وروى عن نافع بضمها اسم مكان الإقامة ﴿ وَنَعْمَةٍ كَانُواْ فِيهَا فاكهين ﴾ النعمة بالفتح : التنعم يقال : نعمه الله، وناعمه، فتنعم، وبالكسر : المنة، وما أنعم به عليك، وفلان واسع النعمة، أي : واسع المال ذكر معنى هذا الجوهري.
قرأ الجمهور :﴿ فاكهين ﴾ بالألف.


الصفحة التالية
Icon