وقال الآلوسى :
﴿ إِنَّ يَوْمَ الفصل ﴾
أي فصل الحق عن الباطل والمحق عن المبطل بالجزاء أو فصل الشخص عن أحبابه وذوي قرابته ﴿ ميقاتهم ﴾ وقت وعدهم ﴿ أَجْمَعِينَ ﴾ وقرىء ﴿ ميقاتهم ﴾ بالنصب على أنه اسم إن والخبر ﴿ يَوْمُ الفصل ﴾ أي إن ميعاد حسابهم وجزائهم في يوم الفصل وليس مثل إن حراسنا أسداً.
﴿ يَوْمَ لاَ يُغْنِى ﴾ بدل من ﴿ يوم الفصل ﴾ [ الدخان : ٤٠ ] أو عطف بيان عند من لا يشترط المطابقة تعريفاً وتنكيراً، وجوز نصبه بأعني مقدراً وأن يكون ظرفاً لما دل عليه الفصل لا له للفصل بينه وبينه بأجنبي، وهو مصدر لا يعمل إذا فصل لضعفه أوله على قول من اغتفر الفصل إذا كان المعمول ظرفاً كابن الحاجب.
والرضى، وجوز أبو البقاء كونه صفة لميقاتهم.
وتعقب بأنه جامد نكرة لإضافته للجملة فكيف يكون صفة للمعرفة مع أنه لا يصح بناؤه عند البصريين إذا أضيف إلى جملة صدرها معرب وهو المضارع أي يوم لا يجزى ﴿ مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئاً ﴾ من الإغناء أي الإجزاء، فشيئاً منصوب على المصدرية ويجوز كونه مفعولاً به، ويغني بمعنى يدفع وينفع.
وتنكير ﴿ شَيْئاً ﴾ للتقليل، والمولى الصاحب الذي من شأنه أن يتولى معونة صاحبه على أموره فيدخل في ذلك ابن العم والحليف والعتيق والمعتق وغيرهم، وذكر الخفاجي أنه من الولاية وهي التصرف فيشمل كل من يتصرف في آخر لأمر ما كقرابة وصداقة وهو قريب مما ذكرنا.
وأياً ما كان فليس ذلك من استعمال المشترك في أكثر من معنى واحد، ولو سلم أن هناك مشتركاً استعمل في أكثر من معنى كانت الآية دليلاً لابن الهمام عليه الرحمة في جواز ذلك في النفي فيقال عنده : ما رأيت عيناً ويراد العين الباصرة وعين الذهب وغيرها ويعلم من نفى إغناء المولى نفى إغناء غيره من باب أولى.


الصفحة التالية
Icon