واجههم بآيات الله في هذا الأسلوب البسيط المؤثر العميق:
(إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين. وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون. واختلاف الليل والنهار وما أنزل الله من السماء من رزق فأحيا به الأرض بعد موتها، وتصريف الرياح آيات لقوم يعقلون. تلك آيات الله نتلوها عليك بالحق، فبأي حديث بعد الله وآياته يؤمنون ؟)..
وواجههم بها مرة أخرى في صورة نعم من أنعم الله عليهم يغفلون عن تذكرها وتدبرها:
(الله الذي سخر لكم البحر لتجري الفلك فيه بأمره ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون. وسخر لكم ما في السماوات وما في الأرض جميعاً منه. إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)..
كذلك واجههم بحالهم يوم القيامة الذي ينكرونه أو يمارون فيه:
ويوم تقوم الساعة يومئذ يخسر المبطلون. وترى كل أمة جاثية. كل أمة تدعى إلى كتابها. اليوم تجزون ما كنتم تعملون. هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون. فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيدخلهم ربهم في رحمته. ذلك هو الفوز المبين. وأما الذين كفروا أفلم تكن آياتي تتلى عليكم فاستكبرتم وكنتم قوماً مجرمين ؟ وإذا قيل: إن وعد الله حق والساعة لا ريب فيها. قلتم: ما ندري ما الساعة، إن نظن إلا ظناً، وما نحن بمستيقنين. وبدا لهم سيئات ما عملوا، وحاق بهم ما كانوا به يستهزئون. وقيل: اليوم ننساكم كما نسيتم لقاء يومكم هذا، ومأواكم النار، وما لكم من ناصرين: ذلكم بأنكم اتخذتم آيات الله هزواً وغرتكم الحياة الدنيا فاليوم لا يخرجون منها ولا هم يستعتبون..
كذلك لم يدع أي لبس أو شك في عدالة الجزاء وفردية التبعة ; فبين أن هذا الأصل عميق في تكوين الوجود كله، وعليه يقوم هذا الوجود. ذلك حين يقول:
(من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها، ثم إلى ربكم ترجعون)..
وحين يرد على من يحسبون وهم يجترحون السيئات أنهم عند الله كالمؤمنين الذين يعملون الصالحات، فيقول:


الصفحة التالية
Icon