قال مجاهد اي الزمان أي مر السنين والأيام وفي الحديث عن النبي ﷺ لا تسبوا الدهر فإن الله هو الدهر في معناه ثلاثة أقوال: ١ - منها أن المعنى لا تسبوا خلقا من خلق الله فيما لا ذنب له فيه فإن الله هو الدهر أي خالق الدهر كما قال تعالى (واسأل القرية) ٢ - وقيل لما كانوا يقولون فعل الله بالزمان فإنه قد فعل بنا كذا وكان الله جل وعز هو القاضي بتلك الأشياء قال لهم لا تسبوا فاعل
الأشياء فإن الدهر ليس يفعلها ٣ - وقد روي فإن الله هو الدهر والمعنى عليه لا تسبوا الدهر فإن الله مقيم الدهر أي مقيم أبدا لا يزال وقد روي عن ابن عباس في قوله تعالى (وما لهم بذلك من علم) قال قولهم لا نبعث ١٣ - وقوله جل وعز (وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها) (آية ٢٨) في معناه قولان: روى ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وابن عيينة عن ابن جريح عن مجاهد في قوله تعالى (وترى كل أمة جاثية)
قال مستوفرين على الركب قال مجاهد في رواية ابن أبي نجيح الأمة ههنا الواحد قال سفيان بن أبي عيينة ولا يكون المستوفز إلا على ركبتيه وأطراف أصابعه قال الضحاك (جاثية) عند الحساب فهذا قول وقال الفراء في قوله تعالى (وترى كل أمة جاثية) قال أهل كل دين وجاثية مجتمعة قال أبو جعفر قد يقال لما اجتمع من التراب جثوة فأحسب الفراء أخذه من هذا قال الشاعر: ترى جثوتين من تراب عليهما * صفائح صم من صفيد ابن منضد
والقول الأول أعرف وأشهر ١٤ - وقوله جل وعز (كل أمة تدعى إلى كتابها اليوم تجزون ما كنتم تعملون) (آية ٢٨) في معناه قولان: أحدهما أن كتابها ما فرض عليها من حلال وحرام والقول الآخر أن كتابها ما كتبت الملائكة عليها وهذا أولى لأن بعده ما يدل عليه ١٥ - وقوله جل وعز (هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنتج ما كنتم تعملون) (آية ٢٩)
(ينطق) أي يبين أي تنظرون فتذكرون ما عملتم


الصفحة التالية
Icon