وأما التشبيه، فلأنه شبه الرحمة -وإن لم يصح دخولها- بما يجري [مجرى] دخولها ووضعها موضعه. وأما التوكيد فلأنه [أخبر] عن المعنى بما يخبر به عن الجوهر المتصور المحسوس، ومثل هذا الموضع [في] انتظام/المعاني الثلاثة، قول الشاعر: ١٠٨٦- قرعت ظنابيب الهوى يوم عالج ويوم النقا [حتى] قسرت الهوى قسرا. وقول الآخر: ١٠٨٧- غمر الرداء إذا تبسم ضاحكاً غلقت لضحكته رقاب المال.
وقول الآخر: ١٠٨٨- تغلغل حب عثمة في فؤادي فباديه مع الخافي يسير. فوصف الحب بالتغلغل من مجاوزة مكان إلى آخر، فيكون ذلك بتفريغ الأول، وشغل الثاني، وهو من أوصاف الأعيان لا الأحداث.
[تمت سورة الجاثية]. أ هـ ﴿باهر البرهان صـ ١٣٠٧ ـ ١٣١١﴾


الصفحة التالية
Icon