واعلم أن بعض العلماء أنكر قراءة أنا الدهر بضم الراء الوارد في حديث أبي داود المار ذكره بداعي لو كان صحيحا لكان من جملة أسمائه تعالى، ويرويه بفتح الراء ظرفا لأقلب، أي إني أقلب الليل والنهار الدهر، ولكن يردّه رواية مسلم (فإن اللّه هو الدهر) لذلك إن الجمهور على ضم الراء ولا يلزم أن يكون من أسمائه تعالى، لأنه جار على التجوز ولا مانع لأن اللّه تعالى له أسماء كثيرة لا يعلمها غيره وهذه التسعة والتسعون المشهورة هي أسماؤه الحسنى، راجع الآية ٨ من سورة طه في ج ١ تعلم أن أسماءه لا تحصى وأن لها مشتقات كثيرة، قال تعالى "وَإِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُنا بَيِّناتٍ" واضحات لا تحتاج إلى تأويل أو تفسير لأنها ظاهرة "ما كانَ حُجَّتَهُمْ" بعدم قبولها والأخذ بها "إِلَّا أَنْ قالُوا ائْتُوا بِآبائِنا" الذي ماتوا قبلنا "إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ" ٢٥ أنت وأصحابك يا محمد بأن ربكم اللّه يحيي بعد الموت، فيا سيد الرسل "قُلِ" لهؤلاء الجهلة "اللَّهُ يُحْيِيكُمْ" من العدم ابتداء من نطفة ضعيفة ميتة "ثُمَّ يُمِيتُكُمْ" عند انقضاء آجالكم من الدنيا "ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ" أنتم ومن قبلكم ومن بعدكم
أحياء كما يقتضيه معنى الجمع "إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ" الذي مجيئه حق "لا رَيْبَ فِيهِ" لأنه لا بد واقع "وَلكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ" ٢٦ حقيقة قدرته تعالى وتصرفه في ذلك "وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يَوْمَئِذٍ" بدل من يوم في صدر الآية والعامل بهما "يَخْسَرُ الْمُبْطِلُونَ" ٢٧ إذ يصيرون إلى النار.


الصفحة التالية
Icon