ولما رغب سبحانه ورهب وتقرر أنه لا بد من الجزاء، زاد في الترغيب والترهيب بأن النفع والضر لا يعدوهم فقال شارحاً للحزاء :﴿من عمل صالحاً﴾ قال أو جل ﴿فلنفسه﴾ أي خاصة عمله يرى جزاءه في الدنيا أو في الآخرة ﴿ومن أساء﴾ أي كذلك إساة قلت أو جلت ﴿فعليها﴾ خاصة إساءته كذلك، وذلك في غاية الطهور لأنه لا يسوغ في عقل عاقل أن ملكاً يدع عبيده من غير جزاء ولا سيما إذا كان حكيماً وإن كانت نقائص النفوس قد غطت على كثير من العقول ذلك ومن جزائه أنه يديل المسيء على المحسن لهفوة وقعت له ليراجع حاله بالتوبة.
ولما كان سبحانه قادراً لا يفوته شيء كان بحيث لا يعجل فأخر الجزاء إلى اليوم الموعود :﴿ثم﴾ أي بد الابتلاء بالإملاء في الدنيا والحبس في البرزخ ﴿إلى ربكم﴾ أي المالك لكم وحده لا إلى غيره ﴿ترجعون ﴾. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ٧ صـ ٩٤ ـ ٩٨﴾