قوله تعالى ﴿أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾
﴿أين ما تكونوا﴾ أي من الجهات التي استبقتم إليها الحسية والمعنوية ﴿يأت بكم الله﴾ أي الملك الأعظم ﴿جميعاً﴾ منها إليه في يوم البعث، ثم علل هذه العلة بقوله :﴿إن الله﴾ أي الذي له الأمر كله ﴿على كل شيء قدير﴾ وفي ذكر البعث هنا معادلة بين القبلتين : قبلة أهل الفضل الأمة الوسط التي جعلت محل الأمن، والقبلة الأولى، قال الحرالي : من حيث يرد الخلق في البعث إلى موطن القبلة السابقة من أرض الشام، فيكون موطن الحق والعدل أولى القبلتين بذلك، لأن أعلى القبلتين موطن أمنة من حيث إن من دخله كان آمناً، فكان المحشر إلى قبلتهم الأولى التي هي بداية الأمر ليطابق الآخر من القبلتين الأولى من حيث كان الآخر في الدنيا للفضل والأول في الآخر للعدل ومن الدعوتين من حيث كانت الدعوة الأولى في الأول حكماً وعلماً والإتيان الآخر في العقبى قهراً وملكاً. أ هـ ﴿نظم الدرر حـ ١ صـ ٢٧١﴾