من أجمع وأنفس ما قيل فى الصبر
وهو فى القرآن على ستَّة عشر نوعا :
الأَوّل : الأَمر به نحو قوله تعالى :﴿يَآ أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ﴾، وقوله تعالى :﴿اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ﴾، وقوله تعالى :﴿وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾، ﴿وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلاَّ بِاللَّهِ﴾.
الثاني : النَّهى عن ضدّه كقوله :﴿فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُواْ الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلاَ تَسْتَعْجِل لَّهُمْ﴾، وقولهِ :﴿فَلاَ تُوَلُّوهُمُ الأَدْبَارَ﴾، فإِن تَوْلية الأَدبار ترك الصّبر والمصابرة.
الثالث : الثَّناء على أَهله كقوله :﴿الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ﴾، وقوله :﴿وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَآءِ والضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَائِكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَأُولَائِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ﴾. وهو كثير النَّظائر فى التنزيل.
الرّابع : إِيجاب معيّته لهم المعيّةَ التى تتضَمّن حفظهم ونصرهم وتأْييدهم، ليست معيَّة عامّة، أَعنى مَعيَّة العِلْم والإِحاطة، كقوله :﴿وَاصْبِرُواْ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ﴾.
الخامس : إِيجاب محبّته لهم، كقوله :﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ﴾ وقوله :﴿وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾
السّادس : إِخباره بأَنَّ الصبر خيرلهم، كقوله :﴿وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرينَ﴾، وقوله :﴿وَأَن تَصْبِرُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ﴾.
السّابع : إِيجابه الجزاء لهم بأَحسن ما كانوا يعملون.
الثامن : إِيجابه الجزاء لهم بغير حساب، كقوله :﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾.
التاسع : إِطلاق البُشرَى لأَهل الصّبر، كقوله :﴿وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ﴾.


الصفحة التالية
Icon