وقال بيان الحق الغزنوى :
سورة الأحقاف
(أو أثارة من علم) [٤] هي الخط. قال ابن عباس: هو شيء يخط في الأرض يستدل منه على الكوائن. (وشهد شاهد من بني إسرائيل) [١٠]
عبد الله بن سلام عن الحسن، وأنكره الشعبي، لأن السورة مكية.
ولكنه يجوز أن يكون بعض آياتها مدنية. ويجوز أن يكون إخبار الرسول بشهاد[ة] عبد الله قبل شهادته من آياته ومعجزاته. (ووصينا الإنسان بوالديه حسناً) [١٥] لا بد من إضمار، فإما أن تضمر: [ليأتي] أمراً ذا حسن، أو تضمر: [ليأتي] في أمره حسناً. وإنما لم يكن بد من الإضمار، لأن وصينا قد استوفى مفعوليه: (الإنسان) و(بوالديه)، فلا يبقى له عمل، فاحتيج إلى إضمار. (حملته [أمه] كرهاً) ثقل الحمل وأمراضه وأعراضه، وشدة الخوف على النفس وعلى الجنين. (وعد الصدق) [١٦]
أي: وعدناهم ذلك وعداً صدقاً، لكنه أضاف الوعد إلى نفسه، كقوله: (حق اليقين). (قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك) أي: كذلك ينبغي أن يقول ويفعل. (والذي قال لوالديه) [١٧] جوابه (أولئك الذين حق عليهم القول)، أي: كل من قال كذا حق عليه القول. (أذهبتم طيباتكم) [٢٠]/إذهابها في الدنيا من الذهاب بالشيء على معنى الفوز به، هذا ظاهر الآية. ويحتمل أن ذلك في الآخرة بما فعلوه في الدنيا، فيكون من الذهاب بالشيء على معنى الفوت. (بالأحقاف) [٢١]
الحقف نقاً من الرمل يعوج ويدق. (عارض) [٢٤] سحاب في ناحية السماء. (فيما إن مكناكم فيه) [٢٦] أي: في الذي ما مكناكم، فيكون "إن" بمنزلة "ما" في الجحد، فيكون في "إن" إصلاح اللفظ من وجهين: -أحدهما: سقوط تكرير "ما". -والثاني: الحجاز بين الميمين في "ما" و"مكناكم"، لأن الألف حاجز غير [حصين]، هذا، مع ما أحدثت من الغنة التي يزداد [بها] اللفظ


الصفحة التالية
Icon