فصل فى حجة القراءات فى السورة الكريمة
قال ابن خالويه :
ومن سورة الأحقاف
قوله تعالى ﴿ بوالديه حسنا ﴾
يقرا بضم الحاء من غير ألف وبألف قبل الحاء وإسكانها وألف بعد السين وهما مصدران فالأول من حسن يحسن حسنا والثاني من أحسن يحسن إحسانا
قوله تعالى ﴿ لينذر الذين ظلموا ﴾ يقرأبالياء والتاء فالياء لله عز وجل أو للنبي عليه السلام أو للقرآن والتاء للنبي خاصة
قوله تعالى ﴿ حملته أمه كرها ووضعته كرها ﴾ يقرآن بضم الكاف وفتحها وقد تقدم ذكره
قوله تعالى ﴿ أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز ﴾ يقرآن بالياء مضمومة ورفع أحسن بما لم يسم فاعله وبالنون مفتوحة فيهما ونصب أحسن على أنه إخبار من الفاعل عن نفسه
قوله تعالى ﴿ أف لكما ﴾ مذكور بعلله في بني إسرائيل
قوله تعالى ﴿ وليوفيهم أعمالهم ﴾ يقرأ بالياء والنون على ما تقدم
قوله تعالى ﴿ لا يرى إلا مساكنهم ﴾ يقرأ بفتح التاء ونصب مساكنهم وبضم التاء ورفع مساكنهم فالحجة لمن فتح التاء ونصب أنه جعل الخطاب للرسول عليه السلام ونصب مساكنهم بتعدي الفعل إليه والحجة لمن ضم أنه دل بذلك على بناء ما لم يسم فاعله ورفع الاسم بعده لأن الفعل صار حديثا عنه
قوله تعالى ﴿ أذهبتم طيباتكم ﴾ يقرأ بهمزة واحدة مقصورة كلفظ الأخبار معناه ﴿ ويوم يعرض الذين كفروا على النار ﴾ فيقال أذهبتم أو يريد به التوبيخ ثم يحذف الألف ويقتصر منها على الهمزة الباقية
وانفرد ابن كثير بقراءة هذا الحرف بهمزة ومدة فالأولى ألف التوبيخ والمدة عوض من ألف القطع واللفظ بالألف كلفظ الاستفهام
وكل لفظ استفهام ورد في كتاب الله عز وجل فلا يخلو من أحد ستة أوجه إما أن يكون توبيخا أو تقريرا أو تعجبا أو تسوية أو إيجابا أو أمرا فأما استفهام صريح فلا يقع من الله تعالى في القرآن لأن المستفهم مستعلم ما ليس عنده طالب للخبر من غيره والله عالم بالأشياء قبل كونها فالتوبيخ ﴿ أذهبتم طيباتكم ﴾ والتقرير