وقال ابن زنجلة :
٤٦ - سورة الأحقاف
وهذا كتب مصدق لسانا عربيا لينذر الذين ظلموا ١
قرأ نافع وابن عامر لتنذر الذين ظلموا بالتاء أي لتنذر
أنت يا محمد وحجتهما قوله وأنذر الناس وقال إنما أنت منذر وقال قل إنما أنذركم بالوحي فجعل الفعل للنبي صلى الله عليه وآله فكذلك في قوله لتنذر
وقرأ الباقون لينذر بالياء المعنى لينذر القرآن أو لينذر الله وحجتهم قوله لينذر بأسا شديدا
ووصينا الإنسن بوالديه إحسنا حملته أمه كرها ووضعته كرها ١٥
قرأ عاصم وحمزة والكسائي ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا بالألف مصدرا من أحسن يحسن إحسانا لأن معنى وصينا الإنسان بوالديه أي أمرناه بأن يحسن إليهما إحسانا أي ليأتي الإحسان إليهما دون الإساءة وحجتهم إجماع الجميع على قوله وبالوالدين إحسانا
وقرأ الباقون حسنا مصدر من حسن يحسن حسنا وحجتهم قوله في سورة العنكبوت ووصينا الإنسان بوالديه حسنا قالوا فرد ما اختلفوا فيه إلى ما أجمعوا عليه أولى
قرأ نافع وابن كثير وابو عمرو حملته أمه كرها ووضعته كرها بفتح الكاف فيهما وقرأ الباقون بالرفع فيهما
قال الزجاج الكره بالرفع المشقة تقول فعلت ذلك على كره أي مشقة والكره من الإكراه وهو ما أكرهت عليه صاحبك فالكره فعل الإنسان والكره ما أكره عليه صاحبه وقال قوم هما لغتان مثل القرح والقرح وقال قوم الكره المصدر تقول كره زيد كرها والكره الاسم
أولئك الذين نتقبل عنهم أحسن ما عملوا ونتجاوز عن سيئاتهم ١٦
قرأ حمزة والكسائي يوحفص أولئك الذين نتقبل عنهم بالنون أحسن ما عملوا بالنصب ونتجاوز بالنون أي نحن نتقبل عنهم ونتجاوز وحجتهم أن الكلام أتى عقيب قوله ووصينا الإنسان فأجرى ما بعده لفظه إذ كان في سياقه ليأتلف الكلام على نظام واحد