ونظير ذلك فى المعنى قوله تعالى :﴿ قُلْ فَمَن يَمْلِكُ مِنَ الله شَيْئاً إِنْ أَرَادَ أَن يُهْلِكَ المسيح ابن مَرْيَمَ وَأُمَّهُ وَمَن فِي الأرض جَمِيعاً ﴾ [ المائدة : ١٧ ] وقوله تعالى ﴿ وَمَن يُرِدِ الله فِتْنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ الله شَيْئاً ﴾ [ المائدة : ٤١ ].
وما تضمنته آية الأحقاف هذه وآية الحاقة المبينة لها من أنه لو افترى على الله أو تقول عيه عاجله بالعذاب، وأنه لا يقدر أحد على دفعه عنه. جاء معناه فى بعض الآيات. كقوله تعالى فى يونس :﴿ قَالَ الذين لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا ائت بِقُرْآنٍ غَيْرِ هاذآ أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَآءِ نفسي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يوحى إِلَيَّ إني أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ [ يونس : ١٥ ] أي إني أخاف إن عصيت ربي بالافتراء عليه بتبديل قرآنه أو الإتيان بقرآن غيره. عذاب يوم عظيم.
وذكر الله تعالى مثل هذا عن بعض الرسل فى آيات أخر كقوله عن صالح ﴿ قَالَ ياقوم أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ على بَيِّنَةً مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ الله إِنْ عَصَيْتُهُ ﴾ [ هود : ٦٣ ] الآية. وقوله تعالى عن نوح :﴿ وياقوم مَن يَنصُرُنِي مِنَ الله إِن طَرَدتُّهُمْ ﴾ [ هود : ٣٠ ] الآية. أ هـ ﴿أضواء البيان حـ ٧ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon