وابن كثير في رواية، وعن هشام الفصل بين المحققة والملينة بألف، والاستفهام على معنى التوبيخ فهو خبر في المعنى ولو كان استفهاماً محضاً لم تدخل الفاء في قوله سبحانه :﴿ فاليوم تُجْزَوْنَ عَذَابَ الهون ﴾ أي الهوان وكذلك قرىء ﴿ بِمَا كُنتُمْ ﴾ في الدنيا ﴿ تَسْتَكْبِرُونَ فِى الأرض بِغَيْرِ الحق ﴾ بغير استحقاق لذلك، وقد مر بيان سر ﴿ فِى الأرض ﴾ ﴿ وَبِمَا كُنتُمْ تَفْسُقُونَ ﴾ أي تخرجون من طاعة الله عز وجل أي بسبب استكباركم وفسقكم المستمرين، وفي "البحر" أريد بالاستكبار الترفع عن الإيمان وبالفسق معاصي الجوارح وقدم ذنب القلب على ذنب الجوارح إذ أعمال الجوارح ناشئة عن مراد القلب، وقرىء ﴿ تَفْسُقُونَ ﴾ بكسر السين وهذه الآية محرضة على التقلل من الدنيا وترك التنعم فيها والأخذ بالتقشف، أخرج سعيد بن منصور.
وعبد بن حميد.
وابن المنذر.
والحاكم.
والبيهقي في "شعب الإيمان" عن ابن عمر أن عمر رضي الله تعالى عنه في يد جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه درهماً فقال ما هذا الدرهم؟ قال : أريد أن أشتري به لأهلي لحماً قرموا إليه فقال أكلما اشتهيتم شيئاً اشتريتموه أين تذهب عنكم هذه الآية ﴿ أَذْهَبْتُمْ طيباتكم حياتكم الدنيا واستمتعتم بِهَا ﴾.
وأخرج ابن المبارك.
وابن سعد.
وأحمد في الزهد.
وعبد بن حميد.