وقال مقاتل : كانت منازل عاد باليمن في حضرموت بواد يقال له مهرة، وإليه تنسب الإبل المَهْرِيّة ؛ فيقال : إبل مَهْرِيّة ومَهارِي.
وكانوا أهل عَمَد سيّارة في الربيع فإذا هاج العود رجعوا إلى منازلهم ؛ وكانوا من قبيلة إرم.
وقال الكلبي : أحقاف الجبل ما نضب عنه الماء زمان الغرق، كان يَنْضُب الماء من الأرض ويبقى أثره.
وروى الطُّفيل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال : خيرُ وادِيَيْن في الناس وادٍ بمكة ووادٍ نزل به آدم بأرض الهند.
وشر وادِيَيْن في الناس وادٍ بالأحقاف ووادٍ بحضرمَوْت يدعى بَرَهُوت تلقى فيه أرواح الكفار.
وخير بئر في الناس بئر زمزم.
وشر بئر في الناس بئر بَرَهُوت، وهو في ذلك الوادي الذي بحضرموت.
﴿ وَقَدْ خَلَتِ النذر ﴾ أي مضت الرسل.
﴿ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ ﴾ أي من قبل هود.
﴿ وَمِنْ خَلْفِهِ ﴾ أي ومن بعده ؛ قاله الفرّاء.
وفي قراءة ابن مسعود "من بين يديه ومن بعده".
﴿ أَلاَّ تعبدوا إِلاَّ الله ﴾ هذا من قول المرسِل، فهو كلام معترض.
ثم قال هود :﴿ إني أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ﴾ وقيل :"أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ" من كلام هود، والله أعلم.
قوله تعالى :﴿ قالوا أَجِئْتَنَا لِتَأْفِكَنَا عَنْ آلِهَتِنَا ﴾
فيه وجهان : أحدهما لتزيلنا عن عبادتها بالإفك.
الثاني لتصرفنا عن آلِهتنا بالمنع ؛ قاله الضحاك.
قال عُرْوة بن أُذَيْنة :
إن تك عن أحسن الصنيعة مأ...
فُوكاً ففي آخرين قد أفِكوا
يقول : إن لم توفَّق للإحسان فأنت في قوم قد صرفوا.
﴿ فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَآ ﴾ هذا يدل على أن الوعد قد يوضع موضع الوعيد.
﴿ إِن كُنتَ مِنَ الصادقين ﴾ أنك نبيّ ﴿ قَالَ إِنَّمَا العلم ﴾ بوقت مجيء العذاب.
﴿ عِندَ الله ﴾ لا عندي ﴿ وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ ﴾ عن ربكم.
﴿ ولكني أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ ﴾ في سؤالكم استعجال العذاب. أ هـ ﴿تفسير القرطبى حـ ١٦ صـ ﴾


الصفحة التالية
Icon